مسارات وجولات
مسار درب الآلام والكنائس
منذ خطت أقدام السيد المسيح هذه الطريق حاملا صليبه، تحولت الى مسار مقدس خطت عليه أقدام ملايين المؤمنين على مر القرون، ومازالت هذه الطريق تستذكر هذا الحدث المركزي في العقائد المسيحية، حيث انتشرت على امتداده الكنائس والمصليات والأديرة.
ماهية المسار ومحطاته
يركز هذا المسار على مجموعة من الكنائس، خاصة كنيسة القيامة، ويبدأ المسار من منطقة باب الاسباط، شرق البلدة القديمة، منطلقا من كنيسة القديسة حنه، سانت آن «المدرسة الصلاحية»، ويمر على محطات درب الآلام، وينتهي هذا المسار في دير الأرمن قرب باب الخليل. فهذا المسار يقطع البلدة القديمة للقدس من الشرق ويصل لجنوبها وينتهي في غربها. يمكن أن يتم هذا المسار في ساعات الصباح أو ساعات ما بعد الظهر، وهذا المسار، سهل، يستغرق ما بين ثلاث إلى أربع ساعات تقريبا، ويرتبط بفعاليات وأحداث ومعجزات قام بها المسيح عليه السلام كما وُثقت ورويت حسب العقيدة المسيحية، كما يعرض لتراث عدة طوائف مسيحية في القدس. من أهم متطلبات هذا المسار، الهدوء وعدم رفع الأصوات داخل الكنائس، والتقيد بتعليمات الزيارة وموعد فتح وإغلاق الكنائس واللباس المحتشم.
محطات المسار:
1- كنيسة القديسة حنة «سانت آن» (المدرسة الصلاحية)
2- درب الآلام المرحلة 1-9
3- كنيسة القيامة ومراحل الآلام من 10-14
4- كنيسة القديس الكسندر الروسية
5- كنيسة يوحنا المعمدان
6- كنيسة مار مرقص
7- كنيسة النيا “الكنيسة الجديدة”
8- كنيسة القديس يعقوب الأرمنية.
مقدمة
تضم القدس مجموعة كبيرة وهامة من الكنائس المرتبطة مباشرة بمعجزات السيد المسيح عليه السلام التي قام بها في القدس، ولم تقتصر الكنائس والأديرة على البلدة القديمة بل امتدت لتشمل مناطق حول البلدة خاصة في جبل الزيتون (أنظر مسار جبل الزيتون). ومع أن الفترة البيزنطية شهدت حركة معمارية نشطة، تمثلت بشكل أساسي ببناء مجموعة من الكنائس والأديرة والمباني العامة، بدأت منذ اتخاذ المسيحية ديناً رسمياً للدولة البيزنطية في منتصف القرن الرابع، واستمرت حتى الفتح العربي الاسلامي 15/638، الا أن ما وصل سليما من هذه الكنائس باستثناء كنيسة القيامة يعتبر قليلا، لأن ما يمكن نسبته للفترة البيزنطية يتمثل في بقايا وأجزاء بسيطة، لأن هذه الكنائس البيزنطية قد تأثرت بالأحوال والأجواء العدائية التي سادت بين الدولة البيزنطية والدولة الساسانية، والتي كانت ذروتها في الغزو الفارسي، الذي حدث سنة 614 م.، فتم تدمير العديد من الكنائس والأديرة والمباني. وبعد استرداد المدينة، وإعادة الصليب التذكاري المقدس الى القدس في 629 م. قام الراهب مودستوس(Modestus) للم شعث هذه الكنائس والمباني، الا أن الامكانات المتاحة له كانت متواضعة، والمهام كثيرةً، فبقيت كنائس كثيرة خربة كما تقدم القول في اللمحة التاريخية .
بقدوم الفتح العربي الاسلامي سنة 15/638، وتنظيم العلاقة بين المسلمين وأهل الكتاب من النصارى حسب اتفاقية سلمية عرفت بالعهدة العمرية، سمحت بترميم واصلاح الكنائس القائمة، ومنعت نظريا على الأغلب انشاء كنائس جديدة، وتم في عهد الفرنجة 492-1099/583-1187، حركة عمرانية نشطة عملت على احياء وإعادة بناء كثير من المواقع. ان المتتبع لحركة بناء الكنائس والاديرة في القدس وفلسطين، سيجد أن مراحل تطور العمارة المسيحية الكنسية مرت بثلاثة أدوار رئيسية: الأول فترة التأسيس البيزنطية، والثاني في عهد الفرنجة، حيث تم احياء مواقع وبقايا الآثار في الكنائس القديمة، وتأسيس كنائس جديدة، والثالث تمثلت بعد سنة 1840، حيث بدأت عمارة الأديرة والكنائس الحديثة على أصول ومواقع بيزنطية وافرنجية. والواقع يظهر أن كثيراً من كنائس المدينة المقدسة تنمثل فيها هذه الأدوار الثلاثة لكن بدرجات متفاوتة.