وأما السوق الشرقي، فيُعرف باسم سوق الخواجات أي التجار، ويقصد بذلك تجار القماش والنسيج. وما يظهر من هذا السوق يتمثل فقط في الجزء الجنوبي منه، لان القسم الشمالي بحاجة الى كشف وتأهيل، نظرا لانهدام كثير من اجزائه الشمالية بعد زلزال عام 1927 وقد نتج عن تراكم الهدم ما يعرف بارض الصبرة والتي هي وقف لعائلة نسيبة، وهي الآن نقطة مستهدفة من جمعيات الاستيطان الصهيونية والمؤسسات الاخرى لجعل هذا الجزء يشكل امتداداً لحي حارة اليهود الواقع الى الجنوب منه.

 

نسيج الاسواق المعماري وأصوله

ان هذه الأسواق الثلاثة، والتي يمكن ترجيح تاريخها ونسيجها المعماري الحالي الى الفترة الايوبية، وقد يكون بعض من أساساتها تعود للفترة الرومانية مع تجديدات من الفترة الصليبية، قد أقيمت كما تدل الحفريات والمكتشفات الاثرية، على انقاض وخطوط السوق الروماني والبيزنطي. وسوق اللحامين وسوق الخواجات مثلها في ذلك مثل سوق العطارين مسقوفة باقبية متقاطعة تتوسطها فتحات للتهوية والاضاءة، وأرضياتها مبلطة بالبلاط الحجري المشهور في مدينة القدس، والواقع ان البلاط ميزة أساسية من مميزات مدينة القدس حيث ورد ذكرها عند ناصر خسرو الذي زار المدينة في العهد الفاطمي في القرن الخامس الهجري. ولقد قرظ مجير الدين هذه الاسواق الثلاثة بان قال: "..وايضا الاسواق الثلاثة  المجاورة ... وهي من بناء الروم ممتدة قبلة "جنوباً" بشام "شمالاً" ومن بعضها الى بعض منافذ. فالأول منه سوق العطارين وقف الملك صلاح الدين رحمة الله تعالى على مدرسته الصلاحية، والذي يليه الأوسط لبيع الخضروات والذي يليه لجهة الشرق لبيع القماش وهما وقف على مصالح المسجد الاقصى الشريف.