مسارات وجولات
مسار جبل الزيتون
يرتفع جبل الزيتون شامخا شرق البلدة القديمة ويشرف عليها لذلك شكلت قمته مكانا مميزا للإطلال عليها، واعتبر قمته بابا للسماء او ارتبط بيوم القيامة، وعليه بنيت الكنائس والمساجد والمقابر تخليدا لمختلف الأحداث والعقائد الدينية.
ماهية المسار ومحطاته
مسار جبل الزيتون من امتع المسارات، وهو اساسي ولا بد منه، فمنه تشاهد البلدة القديمة ككتلة واحدة متحدة لكنها منوعة. بل يمكن ان يوفر هذا الجبل عدة مسارات، وهذا المسار فقط مثال على الامكانات السياحية الواعدة فيه، وهي فقط امثلة لمجموعة كبيرة من العمائر والاثار والمواقع المتمثلة فيه.
يبعد جبل الزيتون عن البلدة القديمة ما بين 2-3 كم، ولذا فهو للمجموعات النشيطة الشابة، يمكن ان يكون مسار مشي، ولمن يود ان يختصر التنقل يمكن ان يستخدم السيارة، حيث تتوفر في محطاته اماكن لوقوف السيارات والباصات، فهو قبلة للسياح والزوار، ولمن لا تتوفر لديهم سيارة، فيمكن الوصول اليه بالمواصلات العامة، عن طريق خط باص 75 في محطة باب العمود شارع السلطان سليمان، او مقابل باب الساهرة بالتكسي المشترك(سرفيس). ومن ثم السير عبر مطلة برية القدس ومن ثم الى مستشفى المطلع اول محطات هذا المسار. وخط هذا المسار يبدا من قمة الجبل، حيث مجمع المطلع ويتدرج جنوبا في طريق رابعة العدوية وصولا الى كنيسة الجسمانية وقبر مجير الدين الحنبلي، مؤرخ القدس والخليل وكنيسة السيدة مريم.
ومحطات المسار هي:
1- المُطّلع «اوغستا فيكتوريا»
2- جامع سلمان الفارسي
3- مسجد قبة الصعود
4- الزاوية الاسعدية
5- كنيسة ايلونا/ الزيتونة
6- مطلة فندق الاقواس السبعة
7- كنيسة السيد الباكي
8- كنيسة كل الامم «الجسمانية»
9- كنيسة قبر السيدة مريم
10- قبر مجير الدين الحنبلي
مقدمة
ارتباط قمم الجبال باحداث دينية
جذبت الجبال الافراد والمجتمعات فارتبطت مجموعة من قمم الجبال باحداث جعلت منها اماكن مقدسة للعديد من العقائد والديانات باعتبار انها كانت موقعاً ومسرحاً لاحداث حاسمة في تاريخ ووجدان بعض المجتمعات والحضارات، ويبدو ان سمو الجبال وارتفاعها وتشكليها الجيولوجي وكونها عصية على الانسان مقارنة بتضاريس اخرى للارض، ونظرا لقربها النسبي من الغيوم والسماء واقترانها بالاعتقاد بان الله موجود في السماء، جعل من هذه المناطق المرتفعة اماكن مثالية للارتباط الديني. وتزخر الارض المقدسة بمجموعة من الجبال التي لها ارتباط باحداث هامة، مثل جبل طابور قرب الناصرة ، وجبل الكرمل قرب حيفا، وجبل جرزيم في نابلس، وجبل نيبو قرب مادبا. وتربط الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث جبال الارض المقدسة اما بسماع الانبياء لتعليمات الله وتلقيهم للكتب السماوية او بصعود الانبياء من مرتفعات جبلية، فموسى تلقى الكلمات من على جبل سيناء، والمسيح صعد من جبل الزيتون، ومحمد عليه السلام عرج من صخرة القدس من المسجد الاقصى.
قمم (اقسام) جبل الزيتون
يقع جبل الزيتون شرقي البلدة القديمة للقدس، وهو يمتد من الشمال الى الجنوب، ويتكون من سلسلة من القمم تمتد بطول يصل الى حوالي 3.5 كم، وهذه القمم من الشمال للجنوب، جبل المشارف «سكوبس» (826 م) حيث بلدة العيسوية والجامعة العبرية، وجبل الطور(816 م) وفيه مجموعة كبيرة من الكنائس والمساجد والمزارات والمشافي مثل المقاصد والمطلع، وجبل بطن الهوى ( 746 م) حيث راس العمود والجزء الشرقي من سلوان، وان كان كثيرا من الناس لا يرون او يدركون ان هذا القسم يتبع جبل الزيتون .
التسميات واصولها
جبل الزيتون هي التسمية الاكثر انتشارا وتداولا لهذا الجبل، وذلك لكثرة اشجار الزيتون الذي تغطيه، ووردت هذه التسمية في اسفار العهد القديم والعهد الجديد، والمصادر الرومانية. وفي كتب التراث الاسلامي عرف باسم طور زيتا او الطور، والطور تعنى الجبل او المرتفع، واما زيتا فهي كلمة سريانية الاصل تعنى الزيتون. واحيانا تتميز بعض اقسامه باسماء اخرى مثل جبل المشارف حيث يطلق على القسم الشمالي منه، والطور على القسم الاوسط، وتعرف اقسام اخرى باسم المطلع، او الصوانه او الحردوب.
مكانة وقداسة جبل الزيتون
يعتبر جبل الزيتون في القدس من الجبال الهامة ليس فقط لما يمثله من قداسة ومكانة دينية للديانات التوحيدية الثلاث بل ايضا باعتباره جبلا له اهمية من حيث طرق المواصلات وكون تاريخه ارتبط بتاريخ واحداث مدينة القدس، وهو وثيق الصلة بالمدينة المقدسة واحداثها الهامة، فلا يفصله عنها سوى وادٍ ضيق صغير نسبيا، فهو مجاور ومطل على المدينة المقدسة، وهو ايضا مطل على المسجد الاقصى المبارك، فلا نجد أي جبلا من جبال القدس له هذه الخصيصة وهذا القرب. وعليه ارتبط جبل الزيتون بتاريخ القدس وشخصياتها الدينية والاعتبارية اضافة الى ارتباطه بتقاليد وعقائد المدينة المقدسة، خاصة فيما يتعلق باحداث الآخرة ويوم القيامة والحشر والنشر مما ادى الى ارتباط اجزاء من الجبل مع اقسام من حوله لتصبح مواقع لمجموعة من المقابر لاتباع الديانات السماوية (اليهودية، والمسيحية، والاسلام). ويعتبر جبل الزيتون الحد الشرقي للمدينة، فهو يستقبل كل من يرد عليها من برية القدس، هذا كما حصل مع اغلب الزوار والرحال الذين قدموا من الشرق او الجنوب. وكون جبل الزيتون لا يزيد ارتفاعه عن ارتفاع البلدة القديمة الا بحوالي مائة متر، فقد منحه هذا موقعاً اشرافيا ومطلات متعددة جميلة ومشوقه لا تقاوم. وقد حظي هذا الجبل دون غيره باهتمام عميق من قبل الحجاج والرحالة والمؤرخين العرب والاجانب، الذين ركزوا على ما يتعلق بتراث كل منهم ومن اشهر هؤلاء شيك، وبيروتي، وفنست.