بعد الاطلاع على ملامح من حياة الست طنشق، وتأمل جمال وعناصر الواجهة المعمارية، وبعد التفكر في مضمون ورسالة الآيات القرآنية التي على الواجهة والتي تدعو الى التفاؤل رغم كل الصعاب وعدم القنوط من رحمة الله، يستحق الامر الالتفات الى تربة هذه السيدة والدعاء لها بالرحمة.
نسخة مصغرة عن واجهة قصر
تقوم تربة الست طنشق مقابل المدخل الثالث الشرقي لقصر الست طنشق ومدخل العامرة العامرة، في الجهة الشمالية من طريق عقبة التكية، وواجهة هذه التربة رائعة التصميم وهي نسخة مصغرة عن واجهة قصر الست طنشق المظفرية، ودلالة هذه التربة واضحة هي ان حب السيدة طنشق للقدس لم يقتصر على حياتها، بل أيضا امتد بعد مماتها، حيث رغبت في ان تدفن في مدينة القدس، مجاورة للصالحين والصديقين، ممن اختاروا القدس مكانا للدفن، اعتقادا منهم بقداستها وكونها ارض القيامة والمحشر والمنشر، فحين وافتها المنية في عام 800/1398، دفنت في قبرها الذي أعدته لهذا الهدف، فقدمت بذلك تحفة معمارية ثانية تمثلت بتربة فريدة، لا تزال قائمة في القدس مقابلا لقصرها، تشهد على ثراء وذوق هذه السيدة الفاضلة التي ما فتأت تعطف على صوفية وفقراء بيت المقدس.