تبعد، كنيسة قبر مريم، عليها السلام، المحطة التالية في هذا المسار، بضعة امتار من كنيسة الجسمانية، حيث يسلتزم الخروج من الكنيسة والسير بضعة خطوات ومن ثم نزول مجموعة اولى من الدرجات توصل الى ساحة فضاء تتقدم مدخل الكنيسة.

 

لمحة عن الكنيسة

كنيسة قبر مريم من الكنائس العريقة في القدس، حيث يقوم قبرها في كنيسة تحمل اسمها عند السفح الغربي لجبل الزيتون قريبا من كنيسة الجسمانية. واصل الكنيسة يعود إلى نهاية القرن السابع، لكن يبدو انها دمرت اثناء الغزو الفارسي، واعيد بنائها فيما بعد.

 

تخطيط الكنيسة والمدافن فيها

البناء الحالي ينسب الى 1130 عهد الفرنجة وتتميز بتخطيط منفرد يعكس محدودية الموقع وطوبوغرافيته، حيث تقوم الكنيسة في منحدر واد قدرون، مما ادى الى جسر الانحدار ببناء بمجموعة عريضة من الدرجات، توصل الى قاعة الكنيسة المستطيلة التخطيط، حيث ينتهي كل طرف بحنية. وتضم الكنيسة قبر للملكة ميلزندا (Melisande) ابنة وزوجة ملوك بيت المقدس الافرنج، يوجد على يسار الداخل الى الكنيسة بعد السير نزولا بعدة درجات، ويقابله مدفن اخر لعائلة بلودين ملك بيت المقدس الصليبي. 

 

مكانة مريم في تقاليد الكنائس الشرقية

وتخلد هذه الكنيسة مكانة مريم في تقاليد الكنائس الشرقية التي تجل مريم، وترى انها دفنت في هذا المكان بعد ان سجيت في كنيسة نياحة العذراء (Dormition) على جبل النبي داود. وقد ربط التقليد الشرقي، بين صعود المسيح عليه السلام، وصعود مريم بعد موتها ايضا. والكنيسة هي املاك مشتركة لطائفة الروم والارمن الارثودكس. وقبر مريم يوجد في الجهة الشرقية، وهو عبارة عن كتلة صخرية مجوفة فارغة، باعتبار ان مريم صعدت الى السماء،  وبالقرب منه يقوم محراب اسلامي.

 

مكانة مريم في الاسلام

للسيدة البتول مريم والدة السيد المسيح مكانة جليلة في الاسلام، فالقران يتضمن سورة على اسمها، وهي السورة الوحيدة التي تحمل اسم سيدة، وهي مثال للطهارة والاخلاق، ومما يلفت النظر ان الكنيسة فيها محراب كبير يتجه الى الجنوب مما يدلل على قيام مجموعة من المسلمين في زيارة قبر مريم والصلاة فيه والدعاء عنده، ويقول مجير الدين عن القبر انه يحظى باهتمام الزائرين من الاسلام والنصارى على حد سواء، ويذكر نصر الدين الرومي ان قبر مريم احد المواقع المحببة للزوار المسلمين ويذكر مقام على اسم عمر بن الخطاب هو عبارة عن محراب في الجدار الجنوبي. وقد صلى في هذا المحراب الصوفي الذائع الصيت صاحب كتاب الحضرة الانسية في الرحلة القدسية عبد الغنى النابلسي في عام 1690.

كنيسة قبر السيدة مريم