عند نهاية سوق خان الزيت وبداية سوق العطارين، يقترح السير باتجاه الغرب في طريق الدباغة للوصول على سوق افتيموس، فبعد عشرات الامتار تشاهد كنيسة المخلص الالمانية، وعقود مدخل سوق افتيموس الشمالية. وهنا المنطقة رحبة تعج بالحياة والتنوع المعماري ففيها: كنيسة روسية، وكنيسة المانية، ومئذنة جامع عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وحوانيت شرقية، ومجموعات بشرية محلية ووافدة وسواح من كافة انحاء المعمورة.
الاسم والموقع
سوق افتيموس هو من احدث اسواق البلدة القديمة في القدس، وسمى بذلك على اسم الارشمندريت اليوناني افتيموس الذي بنى هذا السوق في أوائل القرن العشرين في عام 1902 على وجه التحديد. ويقع السوق الى الغرب من كنيسة المخلص الالمانية والى الجنوب الشرقي من كنيسة القيامة.
خصائص السوق المعمارية
يمتاز هذا السوق بعمارته الغربية حيث ان مدخله الشمالي عبارة عن قوس نصر مكون من ثلاثة عقود كبيرة بنيت بأسلوب الابلق (تناوب درجات اللون الاحمر الكرمدي مع الابيض) متأثرا بعمارة القدس الاسلامية، وفي وسط السوق نافورة مياه كبيرة وجميلة تصميها صدى للنوافير الكلاسيكية من حيث وجود الاشكال الآدمية والحيوانية من مخارج مياهها. ودكانين السوق على جانبيه وحول النافورة. وكان قرب هذا السوق تقوم صناعة تقليدية هامة هي دبغ الجلود، لذا فقد عرفت المنطقة المجاورة له باسم الدباغة فيما مضى، لكن توقف العمل بها في الاغلب في اواخر القرن التاسع عشر، خاصة حينما قدمت قطعة الارض التي تقوم عليها كنيسة المخلص الالمانية هدية من السلطان العثماني الى الامبراطور ويليام الثاني حينما زار القدس في اواخر القرن التاسع عشر. ونشاط السوق اليوم يتركز على بيع الحقائب والمنتجات الجلدية للزوار والسواح مع مجموعة من محلات العاديات والمطاعم والمقاهي التي تقدم الاصناف الغربية والمحلية من المشروبات والمأكولات، في جو مريح.