سوق خان الزيت هو اول محطات هذا المسار، ويقترح ان تكون البداية من الطرف الشمالي، لأن هذا السوق يقع في الطريق الممتدة من مفرق الطرق الذي يقع على بعد عدة امتار جنوب باب العمود، ويصل حتى باب النبي داود في جنوب المدينة، فهو يقطع المدينة من شمالها إلى جنوبها.
مسميات واقسام السوق
كانت هذه الطريق "الشارع" في العصر الروماني والبيزنطي تعرف باسم الاكاردو. والمعروف ان الاكاردو الروماني والذي اعاد تجديده هادريان في 123 م.، كان يمتد الى نهاية سوق العطارين اليوم، ولكن حينما بنى جستنيان كنيسة النيا "الكنيسة الجديدة" في اواخر القرن الخامس، فقد مد الاكاردو حتى وصل الى النهاية الجنوبية للبلدة القديمة للقدس حيث باب النبي داود اليوم. وهذا الشارع مقسم الى عدة اقسام، كل قسم له اسم وكان له اختصاص. فالقسم الاول منه يعرف بسوق خان الزيت، وهو يمتد من مفرق باب العمود حتى اول سوق العطارين، وحتى منتصف القرن الماضي "العشرين"، كان يتخلل سوق خان الزيت مجموعة من المعاصر والمصابن، وكل معصرة كان فيها مخزن كبير لزيت الزيتون، ومنها جاءت التسمية على الاغلب.
صفة السوق
سوق خان الزيت سوق طويل، امتدت الحوانيت على جانبيه، وفرشت ارضيتة بالبلاط الحجري الذي تميزت به مدينة القدس، والقسم الاول من هذا السوق، والذي يمتد من بداية السوق الشمالية وحتى ما قبل تقاطع السوق مع طريق حارة النصارى وعقبة المفتى، غير مسقوف، لكن بقية اجزء هذا السوق مسقوفة بالحجر مما يشكل حماية لروادة من الحرارة والمطر. وتميز اسلوب التغطية بسلسلة من العقود التي تحمل اقبية متقاطعة في وسطها فتحات كبيرة للانارة والتهوية، وهذا النسيج المعماري على الارحج يعود الى الفترة المملوكية، وان كان قد رمم في عدة فترات لاحقة. وسوق خان الزيت مع السوق الذي يليه وهو سوق العطارين يعتبران من اهم مرافق المدينة، وحوانيت سوق خان الزيت تعرض بضائع اغلبها
مواد استهلاكية حديثة، لكنها تعرض تنوعا غنيا، فيه استجابه لحاجات السكان والزوار، من مطاعم شعبية، ومحلات حلويات ومكسرات، وبسطات الفلافل ومحلات اللحوم والخضار والعاديات السياحية، وعليه فان هذا السوق قد فقد تخصصه التقليدي في صناعة الصابون والمعاصر تحت ضغط وتطور الحياة.
تفرعات الطرق من سوق خان الزيت
على جانبي هذا السوق تقوم عدة تفرعات وطرق تربط شرق المدينة مع غربها، ترتيبها من الشمال للجنوب على التوالي: طريق عقبة البطيخ غربا ويقابلها طريق عقبة التوتة، وهذه تسميات قديمة وردت في سجلات محكمة القدس الشرعية، وطريق حارة النصارى(عقبة الخانقاة الصلاحية) ويقابلها طريق عقبة المفتي، وطريق عقبة التكية في الجانب الشرقي ويقابلها لكن على بعد عدة امتار باتجاه الجنوب طريق دير الاقباط ودير السلطان، واخيرا طريق الدباغة وكنيسة القيامة ويقابلها شرقا طريق عقبة السرايا.