اسهل الطرق للانتقال من خان السلطان الى سوق القطانين، هو السير في طريق باب السلسلة باتجاه المسجد الاقصى أي الخروج من الخان والتوجه شرقا "يسار"، ومن ثم الانعطاف مع طريق الهكاري الى عقبة الخالدية، حيث في نهايتها الشرقية يوجد المدخل الغربي لسوق القطانين. هناك امكانية استمرار السير في طريق باب السلسلة حتى المفرق التالي، أي مفرق درج العين، ونهاية تلك الطريق تقود الى مدخل سوق القطانين.

 

مكانة سوق القطانين ومسمياته

يعتبر هذا السوق من اكمل واجمل الأسواق في فلسطين، بل أن كريزول (Creswell)، عالم العمارة الإسلامية، عّده من أروع الأسواق في الشام. ومجير الدين، مؤرخ القدس والخليل، مدحه قائلا في أوائل القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي:" …وأما ما في القدس الشريف من الأماكن المحكمة البناء فمن ذلك سوق القطانين المجاور لباب المسجد من جهة الغرب وهو سوق في غاية الارتفاع والإتقان لم يوجد مثله في كثير من البلاد".

 

موقعه ومسمياته

وسوق القطانين من اشهر اسواق القدس حيث يجاور ويوصل الى المسجد الاقصى من جهة الغرب، وهذا السوق في الواقع يشكل همزة وصل أساسية بين المسجد الاقصى وطريق الواد. وهذه التسمية أي سوق القطانين غير أصلية، إنما ترجع في أصولها إلى القرن العاشر الهجري/ الخامس عشر الميلادي، حيث اشتهر وتخصص هذا السوق ببيع القطن ومشتقاته. وأحيانا يطلق العامة على هذا السوق اسم السوق العتم نظرا للظلام الناتج عن فرق الإضاءة بينه وبين أجزاء المسجد الاقصى المكشوفة. والاجدر ان يسمى السوق على اسم مؤسسه، الأمير تنكز الناصري، نائب الشام المتنفذ في سنة 737/1336-1337.

 

مرافق السوق

يحوي هذا االسوق خاناً وحمامين ويمتد من الشرق للغرب حوالي 95م، يكتنفه على

الجانب الجنوبي والشمالي صفان من الحوانيت يحوي كل صف  ثلاثين حانوتا في الطابقالاول، واما المستوى الثاني فيضم ايضا حوالي 60 غرفة وخلوة لاقامة الزوار والسكان. والخان حاليا يضم مكاتب لدائرة الاوقاف الاسلامية ولجامعة القدس.

 

مؤسس السوق

بنى هذا السوق والذي هو بمثابة مجمع تجاري في عهد السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، والذي فاقت مساهماته المعمارية في القدس نشاط أي سلطان مملوكي آخر، من قبل الأمير تنكز الناصري، نائب الشام سنة  737/1336-37. وخصص ريع حوانيت سوق القطانين مناصفة بين وقف المسجد الاقصى والمدرسة التنكزية.

 

وصف السوق معماريا

السوق معقود بقبو برميلي يتشكل من سلسلة من العقود، تقسم السقف إلى ثلاثين بلاطة، فتح في كل واحدة منها منور لإدخال الهواء والضوء إلى داخل السوق. ولهذا السوق مدخلان؛ شرقي وغربي، الشرقي منهما يشكل أحد أبواب الحرم الهامة، وقد بني بعناية فائقة وهو بحق تحفة معمارية نادرة قوامه حنية ذات عقد ثلاثي الفصوص محاطة بحنية أخرى كبيرة متراجعة شكلها على هيئة نصف دائرة محمولة على خمس صفوف من المقرنصات الحجرية. وقد صفت حجارة هذا المدخل بعناية على أسلوب الابلق وألوانها اسود واحمر ورمادي، وهذا التوافق في الألوان مألوف في عمارة القدس الإسلامية خاصة في تلك العمائر التي تعود للفترة المملوكية. وأما الباب الغربي، فهو ابسط في تركيبه المعماري من الباب الشرقي، حيث يتكون من فتحة مستطيلة يعلوها عقد منبطح يتكون من سبع صنج معشقة مع بعضها البعض، ويعلو هذا العقد المنبطح عقد تخفيف ونافذة دائرية، وكل هذا داخل حنية طويلة تنتهي بعقد مدبب.

وسوق القطانين مثل اسواق المدينة المقدسة فقد تخصصه في التبادل التجاري في بيع القطن، واليوم يباع في السوق هدايا متنوعة من المسابح والاثواب والتذكارات والالعاب والاثواب التي تلبي رغبات وحاجات زوار الحرم الشريف ومدينة القدس.

سوق القطانين