فخامة السبيل وطرازه

يشبه سبيل قايتباي من حيث الطراز والتخطيط سبيل ابراهيم الرومي، الا انه افخم واكثر زخارف واكبر حجما. فسبيل قايتباي هو من أشهر سبل القدس وأروعها ومن أجمل المباني المقببة في منطقة المسجد الاقصى، بصفة قبته مثالا نموذجيا للعمارة المملوكية المتأخرة بصورة عامة وللعمارة القاهرية بصورة خاصة.

 

رعاة السبيل

هذا السبيل تم إنشاؤه في البدء بأمر من السلطان المملوكي سيف الدين إينال، ثم أعاد بناءه السلطان الأشرف قايتباي عام 887/1482 كملحق للمدرسة الأشرفية المقابلة له. ولم يتبق من سبيل إينال سوى البئر الذي أقام قايتباي سبيله عليه. ولاحقا رمم السبيل بأمر من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عام 1300/1882-1883، كما تدل النقوش الكتابية عليه. وقامت لجنة إعمار المسجد الأقصى في الفترة الأخيرة بترميمه وإصلاحه.

 

وصف السبيل

يقع باب السبيل في  الجهة الشرقية حيث يتم الدخول إليه عبر درج مستدير يستند إلى رصيف المسطبة. ومداميك البناء قد بنيت من حجارة حمراء وصفراء بالتناوب حسب النمط المعماري المسمى بالأبلق. وفي أعلى البناء هناك شريط للنقش الكتابي التذكاري ويتضمن آيات قرآنية مكتوبة بالخط النسخي المملوكي. ويميز اعلى السبيل القبة الحجرية العالية ذات الزخرفة المميزة والمغطاة بزخارف الأرابسك. وتعد هذه القبة بمثابة المثل الوحيد على هذا الفن المملوكي المصري خارج القاهرة. إلا أن ليس هناك سبيل من هذا الطراز في القاهرة، بل هناك ترب مشابهة. إذ أن السبيل في مصر كان عبارة عن غرفة في مجمع ولم تكن له قبة على الإطلاق، ناهيك عن قبة الحجر هذه مزخرفة بالأرابسك.

 

تأثر السبيل بالتقاليد المملوكية في مصر

إن عناصر البناء المعمارية والزخرفية مستوحاة بصورة رئيسية من تقاليد البناء المصرية. ولا عجب في ذلك لأن البنائين والصناع كانوا مصريين جلبوا معهم أسلوب بناء القباب والزخرفة التي كانت تزين قباب القاهرة وأبنيتها لا سيما قباب الترب والمدافن والأضرحة. ومن المرجح أن هؤلاء البنائين الذين بنوا السبيل هم أنفسهم الذين أنشأوا المدرسة الأشرفية قبل الشروع ببناء السبيل.

 

فشل الاختراق من اسفل السبيل

من الجدير ذكره انه في عام 1982 جرت محاولة اختراق فاشلة للمسجد الاقصى من خلال ما يدعى بحفريات النفق بزعامة  يهودا مئير جيتس، حاخام حائط البراق، من اسفل بئر سبيل قايتباي حيث يوجد باب اموي كان يوصل الى المسجد الاقصى المبارك وقد اشتهر الباب  باسم مكتشفة الأوروبي وارن Warren.