لم يقتصر نشاط المؤسسات الصوفية في القدس على داخل البلدة القديمة وحول المسجد الاقصى المبارك، بل امتد ليشمل المناظق المحيطة بالمدينة، حيث اسست عدة زوايا في العهد الايوبي مثل الزاوية الجراحية في حي الشيخ جراح، والزاوية المنصورية والاسعدية على جبل الزيتون في العهد العثماني، وهذه الزاوية الادهمية في العهد المملوكي، التي اختيرت لتكون اول مواقع هذا المسار. هذا ويمكن زيارة المغارة بعد الاستئذان من شاغليها، ويمكن زيارة مرافق الزاوية لاعداد قليلة وبعد موافقة القائمين عليها.
الموقع وما بقي من الزاوية الاصلية
تقع هذه الزاوية خارج سور البلدة القديمة بين باب العمود وباب الساهرة، قرب محطة الباصات، على حدود مقبرة باب الساهرة الجنوبية. ويمكن الاستدلال على الموقع من منارتي المسجد الحالي. ومن المفارقات ان اغلب مرافق الزاوية قد درست، واغلب ما يوجد اليوم عمارة حديثة، وان كان يلمح بقايا من عمارة مملوكية في الغرفة التي تعلو مدخل المغارة.
المؤسس
مؤسس الزاوية ومنشئ وقفها الامير المملوكي منجك السيفي، مؤسس المدرسة المنجكية «دائرة الاوقاف العامة اليوم»، وكان منجك نائب الشام في حوالي سنة 760/1358. وكان للزاوية وقف سخي كبير وتولى مشيخة هذه الزاوية مجموعة من الاعلام اشهرهم داود بن بدر الادهمي(ت807/1404)، حيث عرفت به.
كهف الادهمية
ويجاور الزاوية كهف كبير (مغارة) تستحق الزيارة، ذكرها المؤرخ مجير الدين الحنبلي في كتابه الانس الجليل بتاريخ القدس والخليل متندرا قائلا: «احياء تحت اموات»، والمقصود ان من يوجد في المغارة هم تحت قبور واموات مقبرة الساهرة او مقبرة المجاهيدن، وذكرها ايضا الرحالة النابلسي في اثناء زيارته للقدس في القرن الثامن عشر. الزاوية لا تزال عامرة ونشطة خاصة مسجدها الذي ضمت اليه مرافق عديدة (متوضأ كبير وروضة اطفال) وتُوسع في مساحته في الآونة الاخيرة ورممت مئذنته القديمة وبني فيه مئذنة جديدة.